السبت، أبريل 7

سَبّ الدين: ثقافة ووسطية وحرية شخصية

كيف يصبح سبّ الدين...رأي يُحترم وثقافة ووسطية وإيمان حقيقي؟ أقولّك...

أولاً، دخّل على قاموس اللغة كلمة جديدة اسمها "إسلاميين"، ولو ده معناه إن الشخص الواحد منهم حيبقى اسمه "إسلامي"، يبقى أحسن وأحسن عشان هيه دي نفس الكلمة المستخدمة للإشارة إلى "فِكر إسلامي" مثلاً. كده معاك مصطلح مرتبط بالدين، الإسلام بالتحديد، لكن ممكن تلزقه على أي حاجة تانية انت عايزها.

ثانياً، اقنع الناس إن الإخوان والسلفيين مش "مسلمين"، بل "إسلاميين" (الزق عليهم المصطلح الدخيل). مش مهم إزاي، سواء باتهامات بالنفاق، أو تحويل قرارات مرحلة إلى عهود، أو بنشر الإشاعات والأكاذيب والمبالغات للبسطاء...ونشر مقالات لها طابع ثقافي وفيها كلمات زي "منظومة". اتصرّف وصدقني...صدقني الناس اللي عندها استعداد عاطفي حتصدق علاطول. وضروري كلامك يتضمن أو ينتهي بتعبيرات دينية مثل "لكِ الله يا مصر" أو "حسبنا الله ونعم الوكيل". كده أصبح العداء لل"إسلاميين" تديّن ووعي ديني ووسطية وثقافة، عكس النفاق والتخلف والتشدد والرجعية.

ثالثاً، قُول كلمة حقّ وهيه إن لا الإخوان ولا السلفيين يمثلوا الإسلام كله، مش عشان الإسلام مفيهوش حاجة اسمها إن أي فرد أو مؤسسة يمثل الدين، لا، وإنما عشان تقنعهم في نفس الوقت إن في الحقيقة في حاجة تانية (انت حاططها في جيبك وهيّا بتسمع كلامك) ينفع تمثل الإسلام، زي الأزهر مثلاً. والناس برضو حتصدقك، عشان هما مش فاهمين أصلاً إن مينفعش أي فرد أو مؤسسة كائنة من كانت تمثل الإسلام. وبكده تبقى فصلت ما بين ال"إسلاميين" والإسلام! دُول بقوا حاجة، وده بقه حاجة تانية. مش مهم نقطة إن حتى لو الأحزاب الإسلامية لا تمثل الإسلام نفسه فهي لا زالت تمثل المسلمين، محدش واخد باله من فكرة زي دي أصلاً، بالذات بعد ما انت في الخطوة السابقة علّمت الناس إن أعضاء الأحزاب دي مش مسلمين، بل "إسلاميين".

رابعاً، ابتدي بسبّ الإخوان شوية، والسلفيين شوية، وبالراحة كده خُش على سب ال"إسلاميين". وبعدها، خُش على سب "إسلامي" واحد بس. الناس الي سمعت واقتنعت بالكلام اللي فُوق أكترها حيبقى عنده استعداد يقلّد علاطول، واللي مقلّدش في الأول، مسيره يقلد بعد التشجيع وسلوك القطيع. وبس، استمتع بقه بمشاهدة الناس وهيّه بتسبّ الإسلاميين...والإسلامي. 

وبكده، طالما أصبح ناس (مقتنعين إنهم مسلمين) بيسبّوا ال"إسلامي"، يبقى المهمة تمت بنجاح. وأبشر في أقرب فرصة بالسخرية من عالِم الدين والشيخ والداعية وأي شيء "إسلامي". وزي ما قولنا في الأول، أحلى حاجة إن كلمة "إسلامي" مربوطة تاريخياً بكل ما هو إسلامي...بالمبنى الإسلامي، بالتراث الإسلامي، بالفِكر الإسلامي. فالناس بسبّها للإسلامي (الفرد في الحزب الإسلامي)، أصبحت بتسبّ الدين على الوجه الآخر من العملة...وفي نفس الوقت، مرتاحين ومقتنعين إن سبّ الدين ثقافة...ووسطية...وعين العقل واليقين. وأجمل ما في الموضوع هوه إن كُل ده مرتبط بالإسلامي فقط، يعني بدين الإسلام فقط. وإن بعض المسلمين نفسهم همّا أشطر تلاميذ ليك وأحسن مؤيدين لفِكرك...فكر الثقافة والوسطية بالعداء للدين وسبّ الدين.

عيش حرية وعدالة اجتماعية وثقافة ووسطية...بسَبّ حزب الحرية والعدالة وكل الأحزاب الإسلامية. وافتكر...دُول مش مسلمين زيّك، بل "إسلاميين"...حقيرين خائنين لا يستحقوا الرحمة أو اللين. الإسلامي...يستحق سَبّ الدين. مش كده ولّا إيه؟

هناك تعليق واحد: