الاثنين، مارس 4

انتصر لله وللإسلام!

Triumph-for-God

لا واللّهِ لستُ مُدَّعِي تدَيُّن، بل مُذنب يدعو إلى التديُّن.

الوقوع في الذنب سرّاً لا يبرر الإعلان عنه أو السكوت على ظهوره في المجتمع.

لا تأخذ دينك منِّي، ولا من أيّ فرد واحد؛ بل خذ الحق منِّي ومن الكثير غيري، ثم كُنْ بطلاً للحق أينما كان.

انتصر للّه وللإسلام، وإن خذلتك ذنوبك. لا تخذل الله أو الإسلام أبداً...أبداً!

أَنْتَصِرُ لِلّه…وإن خذلت نفسي بذنوبي.

—ياسين رُكَّه

الأحد، مارس 3

مصير مصر وزيادة قوة الإخوان بكراهيتهم

أكثر ما يقلقني في وجود الكراهية العمياء تجاه الإخوان المسلمين هو أن هذه الكراهية، والظلم المرتبط بها، قد يُزيدا من شعبية الإخوان—بمحبة الجانب الآخر—وفي نفس الوقت يُغضبا بعض الإخوان فيفسدون!

أولاً، الكارهون مصيرهم الفشل، لأنهم لن يتغلبوا على حب الأغلبية للإخوان؛ هذه ببساطة هي الحقيقة التي يعميهم غرورهم وعزتهم برأيهم عن رؤيتها. وحُجَّتهم هي أن المحبين غنم؛ والحقيقة قد تكون أن الكارهين هم الغنم الذين لا يرون الحقائق؛ وبغض النظر، القضية ليست كيف يكره أو يحب هذان الفريقان، بل القضية أنهما موجودان وأن المحبين أغلبية حتى الآن. ثانياً، وهو الأهم، الكارهون لا يشجعون سوى محبة أكثر تجاه الإخوان، لأن لكل فعل رد فعل، فعندما تكون هناك كراهية عمياء وغير مبررة من منظور العقلاء، فردّ الفعل سيكون حب أعمى لمقاومة هذه الكراهية العمياء. تزيد الكراهية ويزيد الهجوم المسعور ويزيد السبّ والظلم ضد الإخوان، وهم بالفعل براء اليوم من نظريات المؤامرة والظنّ السيء والفوبيا أو السُعار المجنون ضدهم (وقد لا يكونوا براء بعد عشر سنوات!)، فتزيد مقاومة الجانب الآخر من المحبين والمؤيدين، ويزيد تشبث هؤلاء المؤيدين بالإخوان. ضع نفسك مكانهم: تخيل أنك تؤيد فريقاً ما بمنتهى الهدوء، ولكن فجأة تأتي عصابة وتحاول أن تعتدي على هذا الفريق بالضرب والافتراء، وأنت في استطاعتك أن تحميهم مع بعض الأصدقاء؛ ألن تهب لنجدة الفريق المظلوم ودفاعك عنه يبني رباط محبة بينكما؟ وكلما زاد واستمر هذا الموقف، كلما قوِيَ رباط المودة والمحبة هذا. وكما يوجد كارهون مجانين وعُمي، فيوجد مُحِبُّون مجانين وعُمي أيضاً. ثالثاً، هذه الكراهية العمياء لا يمكن وصفها بأقل من الظلم، وكما أن الظلم قد يؤدي إلى محبة عمياء، فهو أيضاً قد يؤدي إلى غضب في قلب بعض ضعاف النفوس من المظلومين. والغضب مع القدرة أو السلطة من أشد وأصعب الاختبارات على أي إنسان في الدنيا، سواء إخواني أو سلفي أو ليبرالي عالماني؛ هذا النوع من الاختبار شديد على أي نفس بغض النظر عن الهوية الفِكرية. فإن لم يكن الإخوان فاسدين اليوم بأغلبيتهم، فإن الظلم المستمر تجاههم، مع السلطة، قد يؤديا إلى تغلب الغضب وروح الثأر على قلوب بعضهم. ولهذا قلت أنهم قد لا يكونوا براء بعد عشر سنوات. ولكن وقتها، يكون قد فات الأوان؛ لأن الكارهين العُمي وقتها يكونوا قد كوّنُوا جيشاً من المحبين العُمي على الجانب الآخر، وقاموا أيضاً بزرع الغضب والثأر في قلوب عدد كافي من الإخوان.

فكما تروا...هذه الكراهية العمياء مرض أشد خطراً من السرطان في صفوف أي شعب. فليت هؤلاء الكارهين يستبدلون الكراهية بِنَقْد بنّاء ومعارضة شريفة موجهة ضد أفعال وسياسات محددة، بدون قعود على الواحدة وتصيّد أخطاء وهفوات وتفاهة. لأن توجيه الكراهية إلى أشخاص الإخوان أو الإخوان أنفسهم، أو الأضل سبيلاً: حصر القضية كلها في شخص واحد، مثل المرشد أو محمد مُرسي، هو سذاجة وغباء وسطحية. أنت يمكنك أن تضغط على شخص كي يغير سياسة أو قانون أو فعل، ولكنك لن تغير شيئاً باستبدال شخص واحد؛ ولن يمكنك استبدال فريق كامل إلا بعدد كافي من  المؤيدين، وهو ما لا تملكه المعارضة اليوم بمنتهى الوضوح.

فإن لم يعي الإخوانوفوبيون كل هذا قريباً، فأملي هو أن الله رَبَّى الإخوان واختبرهم خلال أكثر من ٨٠ عام من الاضطهاد والسجن والتعذيب والقتل، كي ينجحوا في اختبار مقاومة الاضطهاد والظلم من الإخوانوفوبيين اليوم بصبر وجلد واحتساب عند الله، فلا يزور الغضب أو الثأر قلوبهم أبداً. وقد يكون شاهد هذا هو حكمة الله في اختيار رئيس مثل محمد مُرسي، يسميه الكارهون ’استبن‘، لا يضرب بيد من حديد كما يطلب منه بعض المؤيدين، ولا يواجه حتى المولوتوف بالعنف. قد يكون هذا شاهد صبر السنين على الظلم والاضطهاد، وأسأل الله أن يتعلم الجيل الجديد من الإخوان، الجيل الذي لن يتربى على نفس الظروف الصعبة، من كل هذه الشواهد والدروس والعبر.

ولكن مرة أخرى، على الجانب الآخر، ليت الكارهين يستبدلون الكراهية بنقد بنّاء ومعارضة شريفة؛ وليت الكارهين يوجهون رفضهم إلى الأفعال والسياسات، لا الأفراد، لأن هذا هو أملهم الوحيد في استبدال الإخوان يوماً ما، وهذا هو الطريق الوحيد للسلام والخير في أرض الوطن. الكراهية لا يمكن أن تجلب أي خير.

—ياسين رُكَّه